وكان لهذا القمع تأثير حتّى أنه بعد ذلك حين كانت أمه تطلب منه فتح الصّنبور، ومع أنه ما من أحد إعترض على ذلك، إلا أنّ الطفل لا يكاد يضع يده على الصنبور إلا ويبعدها بسرعة كما لو أن شخص قد أجبره على ذلك، ولم يكن بالإمكان جعل الطّفل يكمل عملية فتح الصّنبور وتشغيل النّافوره.
نريد عادةً طفل مستقل ولكن دون أن نهيء له فرصة ليستقل بنفسه، نريده قوياً دون أن نجهز له مكان ليقوي عضلاته، كيف نطلب من الطفل الطاعة وهو أساساً لا يملك هذه المهارة، ولم ينميها بعد؟!
كيف نطلب من فاقد الشيء أن يعطيه!؟
يضمّ الكتاب المبادئ وليس الوسائل للتعليم على أساس علمي، ومساعدة الطّفل ليتمكن من مساعدة نفسه بالإضافة لتفرات التّطور وأخيرًا النّشاط والإستقلال.
وتتحدث مونتسوري عن مدرسة ماقبل الست سنوات، والتي غالباً مايتم تجاهلها، حيث تقول أن الطفل معجزة صغيرة ستفاجئك بالقدرة، على التطور والتقدم والتعلم وما يفعله خلال أول ثلاث سنوات من عمره يحتاج الشخص الراشد لعشرين عاما للقيام به، ذلك ما يُعرف بالقدرة حيث ستنمو وتزهر في بيئة معينة عدا أخرى فكم هو الفرق شاسع بين طفل يتنزه في الطبيعة حسب قوانينه، وطفل أرغم على الذهاب بنزهة حسب قوانين والديه .الطفل ليس بحاجة لجدران وسراميك من أفخم الأنواع لا يستطيع الرسم عليها ولا حتى لمسها، ببساطة هو بحاجة لمُعِدّات وأدوات يستطيع هو القيام بمهماته بنفسه وماعلينا نحن كبالغين سوى المراقبة والحماية. مسيرة الحضارة برأي مونتيسوري تبدأ عندما تشتري فرشاة ومرآة لطفلك يستطيع أن يسرح به شعره هو، تبدأ بتركه يلاحظ ويستكشف دون أن تمنعه بخوفك الامحبب وجزعك من توسيخ ثيابه، يبدأ عندما تعرف كل مرحلة من مراحل تطوره وما المهارات التي يجب أن تنمى لديه..
ينصح بالكتاب لكل مربّي، لما يحتويه من قيمة تربويه عظيمه.
تعليقات المنتج