تشعر الأمهات في تلك المرحلة غالبًا بالألم لأن أطفالهنّ لم يعودوا كالسّابق فكل الحب والعطف يصبح إستبدادا يبدي الأطفال عدم ارتباطهم بالأمهات فقد حدث تغير داخلي لكن منتسوري تطمئنك حيث تقول أن ذلك طبيعة منطقيّة تماما لأن الطفل يُستثار للمعرفة والفهم وأن مطلب الإستقلال الفكري هو رغبة للتمييز بين الخير والشّر عن طريق قواه هو..
يضم الكتاب تلك المرحلة من حياة الطّفل، والطّريقة الأمثل لتعاملك مع المحيط به والكون من حوله، بالإضافة لفهم أسباب تصرفات الطّفل المتمردة في ذلك الوقت مثل كونها مرحلة عمرية يهتم فيها الطفل بالحقل الأخلاقي والتمييز بين الخير والشّر، فهو لم يعد مجرّد مستقبل، أو مستوعب بسهولة للإنطباعات، بل يريد أن يفهم من أجل ذاته لا أن يكون وعاءًا للحقائق وحسب، وبمجرّد أن ينمو النّشاط الأخلاقي فهو يريد إستخدام رؤاه وأحكامه الخاصّه والتي غالبًا ما تكون مختلفه عن تلك التي من حوله.
كما يتحدّث الكتاب عن الأشياء التي يجب غرسها في الطّفل لتلك المرحلة العمريّة مثل إستدعاء انتباه الأطفال لحشود الرجال والنساء البعيدين عن دائرة الضوء والشهرة ويكمن الغرض من ذلك لتوهج حب الإنسانية، ليس حُبًّا على شاكلة مايوعظ به اليوم، مثل الأخوة وليس حبًّا سياسيًّا كالذي يدفع الطبقات العامله لاسترداد الحقوق أو النّهوض بالعمال، فحقيقة ما يحتاجه المجتمع الآن "أن لا نتفضل على الإنسانية بالمحبّة" لكن الوعي التبجيلي لكرامتها وقيمتها ويجب أن يُصقل هذا ويتم تهذيبه بالطريقة ذاتها التي ينمى بها الوجدان الديني الذي يجب أن يكون بداخلنا جميعًا، مما يوصلنا في النّهاية لأن لا نحتاج أن يذكرنا أحد بأن لا أحد يستطيع أن يُحِبّ الله بينما يظلّ غير مُحِب لجاره ..
تعليقات المنتج